عدن تترقب معركة فاصلة بين القوى المتصارعة


تقرير - خاص
التوتر، المتصاعد في عدن، يعزز الانفلات الأمني، ويقرب المعركة الفاصلة بين الفرقاء الجنوبيين خطوات أكثر، لكن أي قوة قد تفوز براية الجنوب؟  
على مدى الأيام الماضية، كانت عدن، العاصمة، مخزنا للمزيد من الأسلحة، فالمجلس الانتقالي الذي يحتفظ بالعديد من الفصائل والألوية، تلقى شحنة جديدة من الإمارات، وألوية الحماية الرئاسية التابعة لنجل الرئيس هادي، هي الأخرى حصلت على العديد من الشحنات القادمة من مارب، وبين هذين التيارين تكافح تيارات  حراكية أخرى، ولو من باب التسلق السياسي. 
هذه التحركات ليست مجرد مناورة أو استعرض للقوة اعتادت عليه تلك المكونات، بل مؤشر على مستقبل قاتم في المدينة، التي ينتشر فيها أكثر من 20 فصيلاً مسلحاً، معززين بمختلف أنواع الأسلحة، ويرى كلٌ منهم أنه الأحق في تمثيل القضية الجنوبية، والوحيد الذي ضحى من أجلها، والذي يحق له جني ثمارها، وتلك المؤشرات بدأت ملامحها تتشكل على الأرض بصورة فوضى أمنية، آخذة المدينة إلى نفق آخر من الجحيم، فما صراع الأراضي بين الانتقالي والحماية الرئاسية إلا مقدمة لمعركة أشمل، لم يستطع القادة السياسيون في الجنوب إخفاءها، وإن حاول كلٌ من تلك القيادات تسويقها، وفقا لوجهة نظره، فمستشار هادي، حيدر العطاس، يرى أن الانتقالي وقواته باتوا مجرد أدوات وعصا بيد قوى لم يسمها، ملمحاً للإمارات، محذرا الجنوبيين من قيادة هذه  "المليشيات" عدن إلى دوامة الفوضى، وهو بذلك يقصد الاغتيالات والتصفيات التي حصلت مؤخرا، لكن سرعان ما تلقى العطاس الرد من الانتقالي، وعلى لسان رئيس دائرة العلاقات الخارجية أحمد بن فريد العولقي، والذي حذر نجل هادي الأصغر، من ما وصفه بغدر المتآمرين، مستشهدا بالبيض الذي كان أكثر قوة من ناصر هادي - كما يقول العولقي - وغدر به، في إشارة إلى العطاس الذي كان أحد أركان دولته في التسعينات.
وبعيداً عن التصعيد بين الانتقالي وقوات هادي، تنقسم فصائل المقاومة الجنوبية أيضا، فأديب السيد، الذي يقود فصيل "ائتلاف المقاومة الجنوبية"، وعادل الحالمي، قائد فصيل آخر، توعدا بالتصدي لأية تحركات في عدن لا تشملهما، في إشارة إلى "ائتلاف دعم الشرعية" الذي تحضر قيادات جنوبية لإطلاقه في عدن، خلال الأيام المقبلة، كتيار جديد لتمثيل الجنوب، بينما "مجلس المقاومة الجنوبية " الذي يتبع نائف البكري، توعد بحماية الفعالية وحذر من المساس بها.
التطورات المتسارعة في عدن تأتي على إيقاع تحركات دولية للبحث عن ممثل للقضية الجنوبية، خلال جولة المفاوضات المرتقبة، تجلت بوضوح مع وصول وفد أممي إلى المدينة في إطار مساعٍ لجمع الفرقاء الجنوبيين على طاولة واحدة، وتلك الطاولة لن تتسع لأكثر من 5 أطراف فقط، كما يقول القيادي في الحراك الجنوبي جابر محمد، وبما يعني تجاهل العديد من القوى الجنوبية، أبرزها تيارات في الحراك الجنوبي المنقسم، ناهيك عن أن غالبية القوى التي تسوقها حكومة هادي، قد تعزز كفتها في الوفد الجنوبي، الذي تسعى الأمم المتحدة للخروج به من مفاوضات الجنوبيين، فهادي سبق وأن دعم  فؤاد راشد للاستيلاء على حراك البيض، ويدفع بائتلاف دعم الشرعية إضافة إلى الحكومة، بينما سيحضر الانتقالي وحيداً ومثله تيار باعوم الذي ظهر مؤخرا  الأقرب لحكومة هادي، وذلك قد يكون كفيلاً بإخراج الانتقالي من اللعبة وسحب بساط الجنوب من تحت أقدامه، التي ظل يحتفظ بها لسنوات.
لا خيار أمام الانتقالي سوى السير على نهج الحوثيين في صنعاء، وحسم الأمر عسكريا، ليصبح هو المخول الوحيد بتمثيل الجنوب، وبدون ذلك فإن خبرة القوى الأخرى السياسية كفيلة بقتل مستقبله قبل أن يولد أصلاً.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خبير اقتصادي يكشف عن مغالطات الحكومة في موازنة 2019

منوعات - تعرف على 5 حقائق مذهلة حول الجاذبية

ثقافة وفن - 3 إصابات خطرة تعرض لها جاكي شان خلال تصوير أعماله السينمائية